القاهرة (الاتحاد)

ليلى فوزي.. من نجمات الجيل الذهبي للسينما المصرية، ومن أجمل النجمات اللاتي ظهرن في تاريخها على الإطلاق، وقدمت للفن رحلة عطاء تجاوزت 60 عاماً كانت فيها مثالاً للالتزام والاحترام والخلق الرفيع بحسب من عاصروها من الفنانين والفنيين، وتميزت بتجسيد أدوار الملكات والأميرات والنساء الأرستقراطيات ، كما لمعت في أدوار الشر، وأطلق عليها النقاد العديد من الألقاب، منها «جميلة الجميلات» و«فاتنة السينما» و«صاحبة أجمل وجه» و«ينوس السينما» و«ست الحزن والجمال» و«هانم السينما المصرية».
ولدت في 3 فبراير 1925، وتعلقت بالفن في سن صغيرة حين تنبأت لها جدتها بأنها ستصبح نجمة ساطعة، وبدأت مشوارها الفني في السينما، وهي لم تكمل 15 عاماً من خلال دور «تلميذة» في فيلم «مصنع الزوجات» عام 1941 مع المخرج نيازي مصطفى، وسرعان ما استعان بها محمد كريم في العام التالي لتشارك في بطولة فيلم «ممنوع الحب» أمام محمد عبدالوهاب الذي شاركت معه أيضاً في فيلمي «رصاصة في القلب» و«لست ملاكاً».
وحصرها المخرجون بعد ذلك في أدوار الفتاة الرقيقة طيبة القلب التي تلعب الأدوار الثانوية بسبب ملامحها غير الشائعة وعيونها الزرقاء، وقدمت حتى 1950 نحو 20 فيلماً، منها «على بابا والأربعين حرامي» و«نور الدين والبحارة الثلاثة» مع علي الكسار وإسماعيل يس، و«من الجاني»، و«سفير جهنم»، و«القرش الأبيض»، و«جمال ودلال»، و«ليلة القدر»، و«سجى الليل»، وكان عام 1950 فارقاً في مسيرتها السينمائية، حيث زاد نضجها الفني وبدأت في التعاون مع كبار المخرجين والنجوم، ووصلت إليها البطولة المطلقة، وقدمت حتى عام 1970 نحو 50 فيلماً تعد غالبيتها من روائع السينما المصرية، ومنها «ست الحسن»، و«أنا بنت مين»، وجسدت فيه للمرة الوحيدة في مشوارها شخصية «فلاحة»، و«ابن الحارة»، و«خطف مراتي»، و«ليلى بنت الشاطئ»، و«من أجل امرأة»، و«عش الغرام»، و«جسر الخالدين»، و«الناصر صلاح الدين»، وهو الفيلم الذي لقبت بعده بـ «جميلة الجميلات» كما جاء في حوار الفيلم الذي قدمت فيه شخصية الأميرة الصليبية «فرجينيا»، و«بياعة الجرايد»، و«رجل في الظلام»، و«حكاية العمر كله»، و«المراهقة الصغيرة»، و«دلال المصرية»، وخلال الثلاثين عاماً التالية قلت أفلامها، حيث قدمت نحو 10 أفلام فقط، منها «المتوحشة»، و«سلطانة الطرب»، و«إسكندرية ليه»، و«الطاووس»، و«ضربة شمس».
وكانت لها تجربة واحدة مع السينما العالمية في فيلم «ابن كليوباترا» عام 1965، كما شاركت عام 1984 في فيلم «الملائكة» للمخرج التونسي رضا الباهي، وشاركت خلال هذه السنوات في بطولة نحو 40 مسلسلاً تلفزيونياً، منها «جاء الإسلام بالسلام» و«نساء يعترفن سراً» و«الحرملك» و«بنات سعاد هانم»، و«علي الزيبق» و«جواري بلا قيود» و«أبو العلا البشري 2» و«بوابة الحلواني» و«نسر الشرق» و«لما التعلب فات» و«هوانم جاردن سيتي» و«فريسكا»، و«بعاد السنين»، وتزوجت ثلاث زيجات، الأولى من الفنان عزيز عثمان، والثانية من أنور وجدي، والثالثة من الإذاعي جلال معوض، ولم تنجب من زيجاتها الثلاث، وحصلت على عدد من الجوائز وشهادات التقدير، منها جائزة عن دورها في فيلم «ضربة شمس» من جمعية كتاب ونقاد السينما، وكرمها مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي في دورته التاسعة عشرة عام 2003، وكرمها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 28 عام 2004، ورفضت قبل وفاتها عرضاً من إحدى القنوات الفضائية لبيع مذكراتها، وتوفيت بعد صراع مع المرض في 12 يناير 2005 عن 80 عاماً.